المحبه عمل لا ينتهي)
شعر احد سكان الجنة بالملل فطلب من حارسها ان يكلفه بعمل يتسلي به فسلمه مبردا وقال له :اذهب وابرد جبال الهملايا ففعل وعاد بعد سبعة الاف سنه وقد انهي مهنته...
فسلمه الحارس ملعقة صغيرة قائلا له :اذهب وافرغ بهذه الملعقة المحيط الهادي..ففعل وعاد بعد عشرين الف سنه وقد انهي هذه المهمة..
فتحير حارس الجنة وشاء ان يكلفة بعمل لا ينتهي بمرور الاجيال وبعد التفكير قال له حارس الجنة :اذهب واصنع المحبة بين الناس واصلح بينهم كلما اختلفوا.... ومن يومها لم يعد....؟؟؟؟
اما الحب ذاك الاعمي الذي لايعرف اين يسير فاذا صادفك سيصطدم بك ويبتليك لانه ضرير يقوده ذاك الجنون الاهوج بلاوعي ولاتفكير ولكن كيف فقد الحب بصره وكيف تولي الجنون الامر والتدبير....
في قديم الزمان ...
حيث لم يكن علي الارض بشر بعد ....
كانت الفضائل والرذائل .... تطوف العالم معا ...
وتشعر بالملل الشديد....
ذات يوم ... وكحل لمشكلة الملل المستعصية....
اقترح الابداع .... لعبة ... واسماها الاستغماية...
احب الجميع الفكرة ...
وصرخ الجنون : اريد ان ابدا ... اريد انا ابدا
انا من سيغمض عينيه ... ويبدا العد....
وانتم عليكم مباشرة الاختفاء ...
ثم اتكا بمرفقيه ... علي شجرة .... وبدا
واحد ... اتنين .... تلاتة...
وبدات الفضائل والرذائل بالاختباء...
وجدت الرقة مكانا لنفسها علي القمر ..
واخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة ...
ولف الولع ...بين الغيوم
ومضي الشوق الي باطن الارض
الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة ... ثم توجه لقاع البحيرة...
واستمر الجنون : تسعة وسبعون ..ثمانون ..واحد وثمانون..
خلال ذلك اتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها ... ماعدا الحب؟
كعادته ... لم يكن صاحب قرار .. وبالتالي لم يقرر اين يختفي ..
وهذا غير مفاجى لاحد .. فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب ..
تابع الجنون: خمسة وتسعون ...سبعة وتسعون ..
وعندما وصل الجنون في تعداد الي : مائة
قفز الحب وسط اجمة من الورد ... واختفي بداخلها
فتح الجنون عينه ... وبدا البحث صائحا انا ات اليكم ... انا ات اليكم ...
كان الكسل اول من انكشف ... لانه لم يبذل اي جهد في اخفاء نفسه ....
ثم ظهرت الرقة المختفية في القمر ...
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس .. واشارعلي الشوق ان يرجع من باطن الارض ...
وجدهم الجنون جميعا واحد بعد الاخر... ماعدا الحب
كاد يصاب بالاحباط والياس .. في بحثه عن الحب .. حين اقترب منه الحسد.. وهمس في اذنه :الحب مختفي في شجيرة الورد..
التقط الجنون شوكة خشبية اشبة بالرمح ..وبدا في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ...
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ...
ظهر الحب .. ويحجب عينيه بيدية .. والدم يقطر من بين اصابعة..
صاح الجنون نادما ياالهي ماذا فعلت ؟؟؟؟
ماذا افعل كي اصلح غلطتي بعد ان افقدتك البصر ؟؟؟
اجابه الحب : لن تستطيع اعادة النظر لي ...
لكن لازال هناك ما تستطيع فعله لاجلي ... كن دليلي...
وهذا ما حصل من يومها ... يمضي الحب الاعمي ... يقوده الجنون
في كل مرة نقول هذه المرة الاخيرة وفي المرة القادمة ساحب بعقل ولكن لازال هذا الحب يضرب قلوبنا كاعصار هائج ويدمر سواحلنا وجزرنا ونحن مستسلمين له ولازال ذاك الجنون يقوده طائشا دون ان تستطيع لجمه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
__________________